
بقلم نور كرم
- أجـــــــــرى يا هـــنــد!!
صاح بصوتٍ عالٍ، لـ يقبّض قلبها وهي ترمقه قبّل أن تركض ثم أخذت... تركض تركض دون أن تلتفت... لم يكون يقودها غير خوفها فقط.... أنفاسها تتلاحق بصعوبه
وضربات قلبها تذداد خوفٍ... فهبطت منها عبراتٍ لعينه تحجب عنها الرؤايه... استندت خلف إحد الجدران بصدرٍ يعلو ويهبط من شدة الخوفِ...
ارجعت خصلاتها المتمرده خلف اذنها تخرج راسها بخوفت قلبها يموت قلقًا عليه... تريد أن تذهب له لا تريد تركه وحده...
وفي الجيها الآخرى كان يلّكم أحدهم بوجههُ، لـ يأتيه الأخر من الخلف وهو ممسكٍ بعصا من الحديد، اوشك على ضربُه بها... لولا تلك الطلقه التي اخترقت راسه من الجيها الأخرى
فوق وواقعت فوقـه العصا!!!
رمقه" علي "بصدمه وقد مات الاخر بين انامله ضربًا، رفع انظاره الجاحظه لـ يجد" سيف" يقف أمامه بلاهث صدره يعلو ويهبّط بصعوبه... أبتسم بأمتنان لـ تنكمش محياه بذعر فوراً هدرٌ بقوة:
- هـــــــنـــــد يا "سيف" يلا بسرغه قبل ميلحقوها!!!
ركض وخلفه "سيف" الذي يخاف رعبًا عليها، إذ بذك الملثم يأتي من خلفهم محولاً ضرب "علي" رمقه سيف بصدمه... لـ يتفادى ضربته صاحٍ بقوه:
- إجرى إنتَ يا "علي" أنا هتولاه!!!
- تسلم يا صاحبي!!
هتف بأمتنان وهو يشير بقبضته الي موضع صدره، ركضًا بخوفٍ شديد ويدعو اللّٰه بداخلهُ بأن لا يكـون صاحبها مكروهٍ أو ما شابّه!
وبالجيه الأخرى، كانت تقف تلهث بخوفٍ شديد مزالت كما هي تريد أن تذهب له، لقد تأخر كثيرًا عليها.... قرارت الخروج من ذلك المخبئ... قائله من بين عبراتها الخائفه:
- لا مش هسيبه لوحده....ومش هسامح نفسي لو حصله حاجه بسببي!!
فرت الي الخارج، راكضه بقدمًا بالكاد يتحملاها، من شدة الألم الذي تشعُر به، فقد ضهى خوفها فوقه عليه!!!
وقفت فجأةٍ وهي تلقىّ إحد المُلثمين، رافعًا سلاحٍ بوجهها جعلها ترتدُّ الي الوّراء خوفًا من هيئته المخيفه، توقفت الدموع في مقتلاها "قد جاءت نهايتك، وقد أنتهى الأمر"!
هتفت بها بين وبين نفسها، تسمرت بالأرض كمن دقوّ بقدمها مسامير... أوشك على أطلاق النار عليها... لـ ترفع هي يدها بستسلام واغمضت عينها بعمق وهمسّت بألم:
-" عـــــــلـــــي"
وكانها كانت ترجه بان يأتي ويلتحق بها، وفي ثاونً كانت معدوده وقبّل أن يضعط الأخر على ذناد سلاحه،!
إذ بـ "علي" يأتي من الخلف فجأةٍ، وكأنه كان يستمعُ إلى رجائها بأن يأتي… وسبق الآخر بإطلاق طَلقةٍ ناريّة، ليَهوي الملثّم على وجهه غارقًا بدمائه.
فَتحت عينيها ببطء، وللوهلةِ الأولى ظنّت أنّها هي من ماتت… ولكن لا يوجد ألمٌ لِيُروِّض تفكيرها الغبي: "هل موتُ بلا ألم؟!"
فتحت عينيها ببطء، لتَجحظ فجأةً عندما رأت ذلك الملثّم غارقًا بدمائه، وخلفه علي الذي يلهثُ أنفاسه بصعوبة. رفعت عينيها المُرتَجفة بالدموع، وفي لحظةٍ لم تشعر بها كانت تركض إليه بسرعة… وكأن قدميها هي من تقودها نحوه.
وتعلّقت بعنقه وكأنّها طفلةٌ تستغيثُ بأحضان والدها الحبيب:
– كنت فاكرة إني هموت… ومش هشوفك تاني.
همست بأُذنه من بين عَبراتٍ تتقطّع عليها نياطُ القلب… ليُسرع هو في ضمّها بين ذراعَيه، ولو عليه لأدخلها بين ثنايا قلبه من الداخل لِيحميها.
- مقدارش.... مقدارش أخلّي حد يلمس شعره منك... طول مانا عايش محدش يقدار يقربلك!!!
همّس باذونها، لـ تشتد من أحتضنها لهُ وهي تدفن وجهها بتجويفت عنقه تستنشق عبقُـه الذي يشعرها بالأمان!!!
ومن خلفهما كان يركض الأخر خلفه، صدره يعلو يهبّط من شدة الركض والخوف عليها في آنٍ واحد ، لـ يتوقف فجأةٍ بمكانه وهو يستمع لـ صوت قلبه الذي تهمّش الي أشلاء، وهو يجدها تحتضن صديقه بل وتدفن وجهها في عنقه
إذ كان يعشقها هو "هل هي تبداله نفس الشعور!؟"
سؤالاً كان يدور بخلده لـ يذداد ألمه أكثر وهو يجدها مزالت تحتضنه... كما لو كانت تحتضن الحياة بكفيها!!
اذدارد رمقه، واقترب منهم عندما ابتعدت عنه كانت تُطالع عينه، بشيئًا من الخوف والحزن....!!
- "علي"!؟
قال بهدوء، يعكس ما داخله من نيران عشقًا تتشبّت به أكثر وهو يلحظ نظارتها تجههُ، فلو لم يكُن يعلم بأنهم بمهمه لظن لوهلا بانها تعشقهُ!!!
ألتفت له" علي" بأبتسامه صافيه، لـ يتركها ومن ثم ذاهبًا لاحتضانه بعمق اخوي يملأه الامتنان، بدله الاخر برحابه لـ يستمع الي همسُه الخافت يقول:
- شكرًا يا صحبي لولاك كان زماني خسرتها للأبد!!
أبتسم بألمٍ حاول مدرتُه جاهدًا، وهو يُربّت على ظهره بحنوً وقال بهمسٍ أيضاً:
- ده واجبي يا صحبي!!
تـنـّهد بعمق مبتعدًا عنه، لـ يرمق تلك الواقفه تبتسم بهدوء مثل هدوء ملامحها الجميله... تنفسّت بعمق وأرتدّى لها الأخر ماددٍ كفه لـ يصافحها براحبه قائلاً بهدوء:
- اعرفك بنفسي عشان ملحقناش نتعرف.... "سيف الاسيوطي" صاحب علي وتقداري تقولي أكتر من اخوات!
مدّت يدها لاتصافحه برحابه وابتسامتها الجميله مزالت تملئ ثغرها وقالت:
- أهلاً وسهلا بيك... اتشرفت بمعرفتك يا حضرت الظابط!!
تمنى ولو يبقى أمام عينيها... تمني ولو يحظى بتقبيل تلك اليدين بين راحتيه لـ يتنفاسها، ولكن على الاغلب بأن عشقها أصبح محرمًا علينا... أبتعد يده وتراجع خطوه للوراء، ومن ثم رمق صديقه قائلاً بحيره:
- وبعدين يا صاحبي على فين تاني!!!؟
- هكلم مركز الأمن في الجهات اللي حولينا... عشان اقدار أروح بيت من بيوتنا هنا عقبال بكره تكون تمت اجرات السفر والورق... ونسافر أنا وهي!!!
قال بجديه، لـ يتنفس الاخر بعمق قائلاً:
- ربنا معاك يا صاحبي!!
إذا كان كده ماشي... هكون معاك على تواصل!!
ثم تابع عاقدٍ حاجبيه:
- مقولتليش إنتَ هتسافر فين ولمين!!!
- ماركـو!!!
هو الوحيد اللي عارف كل البلاوي دي، الراجل ده راس تقيله بره البلد ومش بعيد هو الوحيد اللي عارف كل حاجه وهو اللي الوحيد اللي هيقدار يوصلنا للي ورا عـزّام !!!
هتف بهدوء مريب، وكانه ينّوي على شيئًا ما بداخله!!
• • • •
- احنا كده رايحين علي فين!؟
قالت بنبَّرة تهتز خوفٍ، لـ يرمقها هو بعينان عاشقه قائلاً بهدوء:
- خليكِ معايا ومتخفيش يا "هند" .... كوني معايا وعمرك مهتندمي أبدًا!!!
صدقـت ما يقول ذلك المجنون العاشق، واحتضنت كفايه بين راحتيه بامان لم تشعر به منذُ زمن بعيد وهمست بخوفتٍ دافئ:
- عمري مخاف طول مانتَ معايا يا "علي" انا مبقتش أحس بالأمان غير وأنا معاك...معاك وبس!!
- وحياة كلمة "علي" اللي تطلعه من شفيفك زي العسل دي، لادفع عمري كله قصاد إنك تكوني بأمان!!
قال بكل ما فيه من عشقٍ صادق، بينما عيناه تلتهم كل أنشٍ بوجهه بشوقٍ جارف... فقد لو كانت ملكه لعلمها كيف يكون العشق على مسواه.... وعلمهما كيف تردف بأسمه بتلك الاذه... ولا تعاقب عليه!!! "ولكن والله الذي خلق السماء بدون عمد... لاجعلنكِ قريبٍ زوجتي ولن اترنح أنشٍ ولو كان هذا مطلبك... لن اتركك لغيري مهما يحدث يا مجنونتي الصغيره"!!!
أشتعلت وجنتها بخجلاً شديد وهبطت عينها بحياء، أشعل وجهها بحمرارٍ طاغي... لايجعلها كـ حبةٍ من الفراوله الذيذه الذي تُناديه لأكلها!!!
• • • •
وبعد كثيراً من السير على قدمهما، وأخيراً قد وصل لإحد البيوت المنزعله تمامًا عن بيوت الأحياء.... قد وصلا وأخيراً لـ تقف هي مألا بجزها العلوي تمسك قدمها بارهاق شاق وبدا على محياها أيضاً، لـ تقول من بين لاهث انفاسها بضجرٍ شديد:
- وأخيراً وصلنا!!
أبتسم هو الأخر بارهاق... رفع يدها برفق ليُغطي بها عينيه، يحميها من وهج الشمس… ثم قال بابتسامةٍ هادئة، وهو يقترب منها ممسكًا بكفّيها:
– إيوه يا كسلانة… وصلنا.
كل التعب ده عشان تلاتين كيلو بس مشيّناهم؟!
أمال لو مشيتي الأميال اللي كنت أنا بامشيها… هتعملي إيه؟!
- لا يا أخويا، دانا كونت أموت فيها
قالتها بابتسامةٍ باهتة، يختلط فيها خفّة المزاح بظلٍّ خفيف من الارتباك، ثمّ خفت صوتُها تدريجيًا، وكأنّ الجديّة تسلّلت إلى نبرتها وهي تُتابع:
- ربنا يكون في عنكـوا!
خرجت الكلمات منها هادئة، تحمل تعاطفًا صادقًا أكثر مما تحمل أي معنى آخر.، لـ يقهقه هو برحابه عليها ومن ثم جذبها بقوي... لـ تقف بمواجهته، بالاول قد شهقت بصدمه لـ تحدق قهوتها بعسليته تاهت لثوانٍ معدود لـ تقول بدون وعي:
- يـخـربيت عيون أمــك...حتت سكره!!
رفع حاجبيه بدهشه أول شيئًا، من ثم تحولت لـ مكر لـ يقرب وجهه من وجهها قائلاً بنبّرته الساحره:
- بجد عاجبتك أوي كده... !؟
استفقت من وهلة ما قالت، لـ تضغط على شفتها حتى كادت تنزف من شدة خجلها، من قربه المُحبّب والمربك في آنٍ واحد لقبلها الصغير ، تنفس الصعوداء وحاولت انتشال عينها من بين نظراته المُتربصه لكل انشٍ بها وكانه قاصدٍ أشعلها أكثر.... دلفت للمنزل الذي فتح بابه وهو يرمقها بنظرات عاشقٍ ولهان حتى اختفت من أمام عينه تمامًا!!
• • • •
حان الليلُ بظلاله، لـ يُنهي ليلةٍ أخرى على ابطالنا... حيثُ كان يجلس أمام البيتُ يحدق بتلك النيران التي اشعلها جاهدًا لـ كي يتدفئ ولو قليل... تركًا لها الغرفه لكي تلقى قسطًا من الراحه تنفس بعمقً وحيرةً مدندن إحد أغاني أم كلثوم الشهيره بصوتٍ عذاب تتمتع به الأبدان:
- فات من عمري سنين.... وسنين وشُفت كتير وكتير وقليل عاشقين... اللي بيشكي حاله لـ حالهُ واللي بيبكِ علي مواله.... أهل الحب صحيح مساكين... صحيح مساكين!!
ياما الحُب نده علي قلبي مرادّش قلبي جواب.... يا ما الشوق حاول يحايلني وقوله روح يا عذابّ.... يمّا عيون شغلوني... لكن ولا شغالوني...
إلا عيونك إنتَ... دول بس اللي خدوني خدوني وبحبك امرُني .... أمرُني أحب لقتني بحب... آه لقتني بحب ودوب في الحب... ودوب الحب والصبح وليل علي بالي....
وبعد ان أنتهى تمامً استمع لتصفيقٍ حارٍ، ياتيه من خلفه... دهشت محياه بصدمه ملتفتٍ لها بجزءاه العلوي... لـ يجدها تقترب منه بخطىّ شبه راكضه... وجلست امامه بعينان يملأها الاعجاب قائلـه بابتسامه جميله:
- الله.... صوتك حلو أوي.... ده اللي دخلك قوات حربيه ظلمك!!
أبتسم نصف ابتسامه، بامتنان لـ كلماتها لـ يتنهد بعمق قائلاً بضحكٍ خافت:
- لا يستي مش لدرجادي.... دي يعني عادي... اغنيه خطرت علي بالي فقولت أغنيه بما إنك نمتِ.... سيبتك تنامي براحتك!!
حركت يدها علي ذراعيها بحركه عفويه تدل علي أنها شديد البروده... ولكن لم تخفى عليه حيثُ أقترب منها ومال بوضع وشاحٍ صغيره يكاد يكفي كليهما... صدمت وهي ترمق عيناه الهاديئتين والمتأملتين،لـ تشتعل وجنتيها بخجل طفيف... للحظه شعرت بأن قلبها سينفلت من بين أضلعها، من شدة الارتبك....
ولوهله اخرى تمنّت ولو يقترب اكثر ويضمها بين ذراعيه....
لا تعرف لما تشعور بكل هذا الأمان بين ذراعيه ولماذا تشعور بالارتباك والخجل امام مقتلاه إلا أنهم ساحرتين!!!....
أم لأنها لا ترى غير صورتها داخلها الان فقط اتضحت امامها الرؤايه... وأن كل تلك النظرات والمعاني بين عيناه كانت دليلاً على عشقً لا يستطيع اخفاؤه حتي عنها.... ولا يخجل بان يُطلعها بكل تلك المشاعر الجاشيه داخل عيناه إيضاً... تقسم بانها ولاول مره تلمح تلك النظرات.... حتي ذاك الاحمق المدعو بـ"شريف" لم يُطلعها بكل تلك المشاعر من قبّل.... لم تشعور بنفسها إلا وهي تقترب من وجهه بهدوء جلعه يندهش وطبعت قُبله هادئه علي وجنتاه.... لـ تسلب منه اخر ما تبقى من علقه بتلك الحركه البسيطه فقط قد تفرقت شفتاه
وانزلق قلبه بين قدماه من شدة الفرحه... او الدهشه أو لـ يقول الصدمه!!!
رمق خجلها البدي علي محياها.... ولم يشعور بها إلا وهي تتقترب اكثر واضعةٍ راسها أسفل ذقنه وبموضع قلبه بنفس الوقت... حاول ادخال الهواء داخل رائتيه لا من هواء.... كيف له بان يتنفس الهواء وهي تملأه بعبقها الوردي الجميل... المختلط قليلاً براحة الدفء والانوثي الجذابه لجعلها يرتخي بين أناملها الصغيره وهي تربّب بها علي صدره وكانها إبنته الحنونه!!!
هي حقًا هكذا.... الأن عشقها أصبّح أكبر.... أشدّ... واقوى داخله ، ولم تبخل ذراعيه الحنونه بالأتفات حولها بهدوء مُربك مرتجف و لا يعلوه فوق أنفاسهم سواء صوت تلك النيران المشتعله أمامهم تشبّه نِيران قلوبهم بعشقً مشتعل بأول شراراته!!
أمّا هو فقد تحولت ناره الي رمادٍ... وقد أنطفئت بقربها الجميل!!
- هما اهلك.... ماتوا إزاي!
همست بحزن، لـ تجلعه ينتشل من بحر احلامه الي بحر أحزانه... لاحظت صمته المربك لـ تبتعد عنه انشٍ ورمقت عيناه الزائغه بدموع ولأول مره تراها بعينه.... لـ تقضب حاحبيها بحزنٍ وخزيٍ وقالت بأسف وخوفت:
- أنـ... أنا آسفه لو كُنت ديقتك!!
- أهلي مامتوش ولا حاجه!!
أردف بهدوء عكس ما داخله من نيران تحرق قلبه بشوقً جارف لأحضان أمه الحبيبه، ولعركه من أبنه وشقيقه الأصغر "سامح" فمنـذُ.... سنتين لم يراهم ولم يسمع صوت أمه حتى!!
تعجبت محياها وقالت بنبّره حزينه:
- بجد... طب هما فين!؟ وليه قولتلي ماتوا!!؟
تنهد بعمق وهو يزيح نظراته يجفف عبراته المشتاقه تلك... لـ يعود بعينه الحزينه والمرتبكه من نظراتها وقال بهدوء:
- أنا بس قولتلك كده عشان تحلي عن دماغي وقتها!!
بس هما عايشين.... أمي واخويا الصغير... تصوري إني بقالي سنتين مشوفتهمش!!!
- بجد!؟
هتفت ببراءه وعينان حزينه، لـ يبتسم هو بهدوء وقال:
- آه والله.... معرفش حتى خبر موتي ده وصلهم ولا لاء!!
شهقت بصدمه وهي ترتدُّ للخلف واضعه يدها علي شفتيها بصدمه وقالت بغباء طفيف:
- إيًه ده إنت موت قبل كده.... يعني إنت دلوقتي شبّح يعني أنا بشوف الاشباح!!!؟
تنهد بيأسٍ من غباءها وساذجه ما أردفت، لـ يضرب راسها بخفـه قائلاً بتوبيخ بسيط:
- موت وشبح إيـه يا متخلفه إنتِ!؟
منّا قدامك اهو بتنفس.... ده الخبر اللي كل الناس لسه مصدقه حتى عزام.... فاكر إني موت!!
- لا لاء أنا لازم افهم.... إيه خبر موتك ده... وعزّام الكلب ماله بالحوار!!!؟
قالت بتعجبٍ و بتساؤل، وهي تترجع للخف مربعه قدمها ومنتصته له بعينان ممزوجه بين الدهشه... والانتصات له
، حرك راسه بيأسٍ منها ثم تنهد بعمقٌ ورمق النار أمامه وقال بنبّره هادئه:
- عزّام من سنتين.... أنا روحتله علي إني عيل غلبان ومش لاقي شغل.... فات اول ست شهور عنده وبعدها شوفتك.... بعد كده تدريجيًا وبغلطه بسيطه جدًا بعد مقدارت أقرب منه واعرف معلومات اكبر..... قدار هو يكتشف إني رائد وإني جي كـ جاسوس عليه.... وعايز اكشف وساخته هو واللي وراه.... قرار يسحبني تدريجياً لمكان العمليه اللي لغها بعد معرف إني عرفت.... وقرار يخطفني ويضربني لحد مغمي عليا.... وولع في المكان ومشي!!
وهو فاكر إني موت!! .... يشاء القدار إني مغميش عليا ولا حاجه وكانت في إيدي سكينه بخبيها ديمًا ومحدش من رجالة عزام الاغبيه شفوها... فكيت نلسي وهربت وبعدها بشهر بلغت القوات إني لسه عايش... لحد مجت قصتك بقا وعرفت إنك خدتي الورق من خزنته وده طبـعًا من مراقبه خاصه عشان متسألنيش عرفت إزاي!؟
ثم تنهد بعمق قائلاً:
- وبس يا ستي.... هو ده اللي حصل!!
واضعت يدها علي قلبها وتنهدت بعمقً قائله بنبّره مزحه:
- الحمد لله... إنت عارف إني اللي فرقلي بس من كل اللي قولتله ده إنك مش شبح وأنا قادره أكلمك عشان عندي قوة خارقه مثلاً....
ثم ضحكت بخوفـت وقالت:.
- لا لا أنا بداءت أهلوس!
ضربها فوق راسها بخفه، ولكن المتها...لـ يجز علي اسنانه قائلاً بوبيخ:
- إنت شكلك غبيه... اوي وهتموتني جنبك... اوعي!!!
قال ناهضًا من محله، تركًا إيها مندهشه لـ تقول برجاءٍ مزح:
- يا باشا.... أنا بهزار معاك والله... إستني يا علي متسبنيش لوحدي هنا أنا بخاف!!!
ركضت خلفه قبل أن يغلق الباب بوجهها... وقفت بمنتصف الغرفه وهي تجده يدرث جيداً بالاركيه المجاوره... للفراش لـ تقطب حاحبيها بنزعاج:
- أنا مش عارفه إي.. القوات الخاصه دول... مش يعملو حساب أن أنا جايه معاك ويجبولنا سريرين بدل مانت يعيني راسك هتتكسر كده!!!؟
- نامي يا هند!!
قال بامر حاد، لـ تلتوي شفتيها بتذمر وتدبدب بثدمها الارض وتقول برجاء:
- متنمش وتسبني لوحدي في المكان ده.... دانا حاسه أنه ملبوس!!
كتم ضحكاته... بصعوبه وهو يرمقها يحده قائلاً بفتور:
- نامي يا هند عشان عندنا سفر بكره... إنجزي!!
دبدت بقدمها بالارض وهي تتجه الي الفراش... ودثرت نفسها بغضب لـ يحاول هو كتم ضحكاته... يليها ظهره العريض... لترمق بضيقً اكبر وهي ترمق المكان بخوفٍ:
- يا رب محد يلاقيني هنا ويقتلني... احسن منا اقوم واقتله!!
ضحك علي كلماتها، لـ يلتفت لها بعيون حاد جعلتها تبتلع خصيصًا عندما وقف من مرقده واتجه إليها... لتدفن وجهها بالواشاح وقالت برجاء طفولي:
- بالله عليك خلاص... ونبي متقتلني!!
لم يتحم يضحكاته هذه المره، لـ يضربها علي راسها وقال بتوبيخ لها:
- اقتلك إيه يا هبله إنت... اتخري كده هفضل جنبك لحد متنامي وبعدين هقوم انام هناك!!
شهقت وحدقت به بغضبٍ خفيف.. لوت شفتيها بتذمر وقالت:
- إيه تعقود جنبي دي؟... وأنا إيش ضمني يخوايا... لاحسن تغتصبني ولا حتى تقتلني وأنا نايمه... اصلي عارفكوا يا بتوع المخابرات خبثـين!!
عقد ذراعيه أمام صدره قائلاً ببرود:
- بجد طب أنا غلطان إني حاولت اقعود جنبك لحد متنامي... روحي بقا!!
جحظت عينها برعب وهي تتعلق بذراعيه قبل أن يلتفت قائله برجاء وخوف:
- لاء ونبي خليك أنا مصدقت أنا بهزار معاك والله!!
لانت محياه وهو يزيحها برفق لكي يجوارها... واضعت راسها على الوساده بينما، أنامله الفضوليه لم تنعت له فرصه حيثُ هبطت على خصلاتها يداعبها بحنان وهدوء يمسد عليها برفقٍ حتي أبتسمت هي بخوف وذهبت في سباتٍ عميق...
بينما هو ظل شاردً بها الي ما يقارب الـ خامسه صباحٍ ولم يمل ثانيه فقط ولو عليه لـ بقى طيلت العمر يحدقها فقط بعيناه العشاقتين !!
وفي صباح يومًا جديد
حيثُ المهمه اصبح اصعب،جاؤه مرسال خاص يخبره بالاومر...الجديده... واخذ منه البسوردات... ومت ثم جهز نفسه وهو يصتحبها برفقٌ وقد ترجلا الطائره الخاصه
رحيلين الي بلاد الاحلام تــــــــركيــــــــا!!!
• • • •
- بتقول أسمه إيـه!؟
هتف بها ذاك العزام... بصدمه وهو يقف من مرقده يحدق بها ذلك الراجل الذي استطاع وبصعوبه الافلات من بين قبضتهم... لـ يذدراد رمق بخوفٍ قائلاً بلاهث:
- علي يا باشا... أسمه علي!!!
ترجع للخلف بصدمه... وهو يضع يده على جبينها يشعور بدورًا حاد تصلب منه جسده رعبٍ "فقد انتهينا" همس بداخله لـ تتحرك شفتاه بصدمه
وهمس برعب:
- علي الجبالي... لسه عايش!!! ؟
يتبُع